دعوة لإرسال البحوث
المؤتمر الجامعي الدولي “القضية الصحراوية: وجهات النظر القانونية والجيوسياسية والاقتصادية في سياق دولي متغير وحاد الاستقطاب”
جامعة تندوف وجامعة التفاريتي
25 و26 و27 فبراير 2026
تشكل قضية الشعب الصحراوي واحدة من أطول قضايا تصفية الاستعمار التي لم تُحل في عصرنا. لقد تمت عرقلة تطلعه المشروع إلى تقرير المصير بشكل منهجي بسبب عوامل نابعة من عدم فعالية منظومة الأمم المتحدة وانحياز بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إلى جانب الاحتلال المغربي.
وفي ظل السيناريو العالمي الحالي – الذي يتسم بتزايد الاستقطاب وظهور فاعلين دوليين جدد وأزمة عميقة في تعددية الأطراف – تواجه القضية الصحراوية تحديات معقدة بشكل خاص. ومن بين هذه التحديات محاولات تطبيع أوضاع تتعارض مع القانون الدولي؛ وانتشار مقترحات الحل التي تتجاهل أو تنتهك الأطر القانونية للأمم المتحدة المبنية على الحق الثابت في تقرير المصير؛ ونشر الوقائع التي تسعى إلى تشويه واقع النزاع أو التقليل من آثاره القانونية والإنسانية. وقد تفاقمت هذه الأمور بسبب استئناف الحرب في الإقليم منذ نوفمبر 2020، بعد انتهاك المغرب للاتفاق العسكري الذي ينظم وقف إطلاق النار الذي وقعه الطرفان.
ويضاف إلى ذلك بعدٌ آخر مثير للقلق بشكل خاص له تداعيات سلبية للغاية: المحاولة الممنهجة لتقويض الهوية الصحراوية الجماعية من خلال فرض عملية “مغربة” ثقافية في الأراضي المحتلة. إن النهب المستمر للموارد الطبيعية للإقليم والتغييرات الديموغرافية القسرية التي تروج لها سلطات الاحتلال المغربية – إلى جانب الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان والحصار الإعلامي المفروض على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية- تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والحقوق الأساسية للشعب الصحراوي. ويتفاقم هذا الوضع بسبب معاناة الجزء الآخر من الصحراويين الذين يعيشون كلاجئين منذ أكثر من خمسين عامًا.
وتتطلب هذه الحقائق تحليلاً أكاديميًا دقيقا وملتزمًا ومتعدد التخصصات من شأنه ان يساهم في إبراز حجم النزاع وايصاله للمجتمع الجامعي والتعليم العالي بشكل عام.
وفي هذا السياق، يأتي المؤتمر الجامعي الدولي “القضية الصحراوية: وجهات نظر قانونية وجيوسياسية واقتصادية في سياق دولي متغير وحاد الاستقطاب”، الذي تنظمه جامعة تندوف (الجزائر) وجامعة التفاريتي (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية)، والذي سيعقد أيام 25 و26 و27 فبراير 2026 في الجامعتين، ويتزامن مع الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، و يعد هذا المؤتمر مساحة للتلاقي والتفكير والحوار متعدد التخصصات والتضامن مع الشعب الصحراوي.
يسعى المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين المحاضرين والباحثين والأكاديميين والطلاب، بهدف تقديم وجهات نظر متكاملة حول القضية الصحراوية وإدراجها ضمن الديناميكيات العالمية المعاصرة.
يتمثل الهدف العام للمؤتمر في المساهمة في ترسيخ التفكير وتعزيز النقاش الأكاديمي حول قضية الصحراء الغربية، من منظور يدمج أبعادها القانونية والجيوسياسية والإعلامية والثقافية والتاريخية.
ويؤكد هذا الحدث أيضًا التزام المجتمع الأكاديمي بالعدالة والدفاع عن الشرعية الدولية وتعزيز حقوق الشعوب في تقرير المصير والسيادة الكاملة على أراضيها ومواردها الطبيعية.
أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن المشاركة في المؤتمر ستكون بالحضور الشخصي، وأن الأبحاث ستُقبل باللغات العربية والإسبانية والإنجليزية.
المجالات
يجب أن تندرج المشاركات تحت أحد المحاور المواضيعية التالية:
أ. الجوانب القانونية للقضية الصحراوية: القانون الدولي، وتصفية الاستعمار، وحقوق الإنسان، والموارد الطبيعية.
ب. القضية الصحراوية في عالم حاد الاستقطاب: الجغرافيا السياسية، والاصطفافات العالمية الجديدة، وتكاثر الجهات الفاعلة.
ج. الإعلام وبناء السرديات المضادة: التضليل الإعلامي، والنشاط الإعلامي، والدبلوماسية الرقمية.
د. ثقافة وأنثروبولوجيا الشعب الصحراوي: الهوية والمقاومة والتراث غير المادي.
ه. التاريخ المعاصر للصحراء الغربية والذاكرة التاريخية.
و. الدولة والمؤسسات وإدارة الخدمات العامة في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية: نظام التعليم والصحة العامة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها.
أشكال المشاركة:
يُدعى الباحثون والمحاضرون وطلاب الدراسات العليا والناشطون إلى تقديم ملخصات لأوراقهم (250-300 كلمة)، مع الإشارة إلى المجال الموضوعي المختار، والاسم الكامل، والانتماء المؤسسي، والبريد الإلكتروني للاتصال. يمكن كتابة الملخصات باللغة العربية أو الإسبانية أو الإنجليزية.
سيتم الاتصال بالمؤلفين الذين يتم قبول أوراقهم المقدمة فيما يتعلق بالمساعدات المتاحة، وطلبات التأشيرة، وغيرها من الأمور اللوجستية.
المواعيد النهائية والتقديم:
الموعد النهائي لتقديم الملخصات: 31 ديسمبر 2025
البريد الإلكتروني للتقديم: centro.investigación@utifariti.org



